من الطبيعي أن يمر كل الأزواج بمنغصات ومشاكل تؤدي إلى عواصف كلامية ومشادات بين الطرفين ،
ولكن يبقي الأمر فى النهاية أحد المظاهر الصحية بين الأزواج .
ويري
خبراء الطب النفسي أن المشادات الزوجية لا تدل علي وجود مرض نفسي أو ميل
للسادية أو إشارة إلى وجود أزمة عميقة في الحياة الزوجية ،
لأن كل واحد منا يقوم خلال النهار بنشاطات صعبة ومرهقة تضغط على أعصابه،
ما يؤثر في مشاعره تجاه بعض الأمور،
لهذا يمكن مساء أن يشعر بالتعب وفقدان المقدرة على التركيز وتوتر الاعصاب،
ما قد ينعكس على العلاقة مع شريك الحياة،
خاصة إذا كان مزاجه هو الآخر سيئاً.
ما يعتبره أحد الزوجين أمراً رائعا قد لا يكون كذلك بالنسبة للطرف الثاني،
لاسيما في بعض الأوقات حين لا يكون المزاج متطابقا أو متقاربا،
لذلك تنشب المشادات حتى بين الناس الذين يحبون بعضهم ويحترمون بعضهم.
للخناق شروط
ويؤكد اللخبراء بحسب جريدة "القبس" أن الشرط الأساسي الذي يتعيّن أن يتوافر في المشادة الزوجية هي أن تكون بناءة،
أي التركيز فقط على مشكلة واحدة وإيجاد حل لها،
بمعنى انه إذا كان موضوع الخلاف حول عدم غسل الأواني الوسخة،
فيجب عدم الصراخ بوجه الآخر بان دخله المادي قليل أو أنه لم يحضر الاجتماع المدرسي الخاص بالطفل،
لأنه في حال توسيع رقعه الخصام فان التفكير بشكل عقلاني لحل الخلاف يتراجع.
أما في حال كون طباع الزوج والزوجة من النوع العنيف،
فيمكن أن يحمل أحدهما الآخر حتى مسؤولية كسوف الشمس.
وعلى خلاف ما يظن الكثيرون فان المشادات الزوجية لها فائدة تكمن في أنها تنظف الجو عادة،
وتفرع الشحنة السلبية التي يختزنها الزوج أو الزوجة بداخله،
الأمر الذي يؤدي لاحقا إلى توافقهما،
وهذا يعتبر من أكثر الأشياء ايجابية في المشادات الزوجية.
المختصون النفسيون يحذرون من أن تكرار الخلافات الزوجية واستخدام العنف،
كتكسير زجاج باب غرفة النوم مثلا،
يعني ان الأمر ليس صحيا ويحتاج إلى توجيه الأمور باتجاه آخر،
أو البحث عن طبيب يساعد في منع تدهور الأوضاع.
بدون إهانة.
أثناء الحديث العاصف علي الزوجين المتخاصمين أن ينسيا تماماً استخدام عبارات مثل «انك معتوه كأبيك أو أمك»،
او «أنت بدون أخلاق وغير مسؤول»،
لان من يستخدم الشتائم والإهانات عادة يكون من النوع الذي لا يمتلك الحجج والذرائع،
أو أن مستواه التعليمي والثقافي منخفض.
كما ينصحون بتجنب اللجوء إلى الأفعال السلبية التي ارتكبها أحدهما في الماضي وإشهارها بوجهه،
لأنها تصنف بأنها من قبيل توجية الضربة تحت الحزام،
وأنها ذخيرة عمياء لا تحل شيئا.
لهذا على المرأة أن تتجنب القول لزوجها،
أو بالعكس،
اشياء سلبية عن ماضيه أو ماضي أهله،
أو الحديث عن تربية الأطفال أو المال،
والالتزام بموضوع الخلاف.
تجنب التعبيرات الخاطئة
وينصح أثناء المشادات العائلية بالانتباه إلى الحركات والتعابير لان نوعية هذه الحركات يمكن أن تساعد في تحقيق الفوز في هذه المعركة.
فوضع المرأة يدها على المعدة يمكن أن يشير إلى تبعية الرجل لها،
الأمر الذي يمكن أن يثيره أكثر.
ومن المفضل الوقوف في نهاية الخلاف والأيدي بجانب الجسم،
أما راحة الكف فيجب أن تكون في اتجاه شريك الحياة،
لأنها بذلك تعطيه انطباعا بأنها تقبله وانه حان الوقت لنقاش عملي.
بعيداً عن الأطفال
وينصح
الاطباء النفسيون الزوجين بالاتفاق منذ بداية زواجهما على ما يمكن تسميته
بالدستور العائلي غير المكتوب والالتزام به أثناء الخصام،
ويرى بان الالتزام يجب أن يكون قويا من قبل الطرفين بان لا تجري المشادات بينهما بحضور الأطفال.
وفي حال حدوث ذلك يتعيّن عليهما أن لا يهينا ويحقرا بعضهما البعض،
وأن لا يتصرفا بشكل عدواني أو يحاولا التأثير في الأطفال لجرهم إلى جانب الزوج أو الزوجة.
وتؤكد ان العلاقة الصحية بين الزوجين تحتاج إلى مشادات كي يقول الزوج لزوجته،
أو العكس،
صراحة ما الذي يزعجه بتصرفات الطرف الثاني كي ينفس البخار الدخان من طنجرة الضغط داخله،
لكن شرط أن لا تتكرر الخلافات كل خمس دقائق حول أشياء تافهة،
وان لا تحدث إهانات خلال المشادات.